وول مارت تسجل نمواً قوياً في الأرباح والمبيعات رغم المخاوف

سجلت “وول مارت”، أكبر شركة تجزئة في الولايات المتحدة، نمواً ملحوظاً في أرباحها ومبيعاتها خلال الربع الثاني من العام، حيث اجتذبت المتسوقين الباحثين عن أسعار منخفضة للمواد الغذائية والسلع الأساسية. يأتي هذا في وقت تشهد فيه الأسواق مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على تكاليف مجموعة كبيرة من المنتجات.

نمو في الأرباح والمبيعات

أعلنت “وول مارت” عن تحقيق أرباح بلغت 7.03 مليار دولار، أو 88 سنتاً للسهم، خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 يوليو، بالمقارنة مع 4.50 مليار دولار، أو 56 سنتاً للسهم في نفس الفترة من العام السابق. كما ارتفعت المبيعات بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 177.4 مليار دولار. هذا الأداء القوي دفع الشركة لرفع توقعاتها السنوية للأرباح والمبيعات، في إشارة إلى استمرار قوة إنفاق المستهلكين.

تأثير الرسوم الجمركية على السوق

تأتي هذه النتائج في ظل تقارير من شركات تجزئة كبرى أخرى، التي أظهرت كيفية تعامل الأميركيين مع احتمالية ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية. وقد أعلنت شركات مثل “بروكتر آند غامبل” و”رالف لورين” عن خطط لرفع بعض أسعار منتجاتها، للتعويض عن التكاليف الإضافية.

توجهات المستهلكين

رغم التحديات الجمركية، أظهرت بيانات يوليو تسارعاً في المشتريات، خاصة من وكالات بيع السيارات. ويرى المحللون أن هذا الإنفاق يعكس تحوط المستهلكين ضد ارتفاع الأسعار المحتمل. وقد أفادت “هوم ديبوت” بزيادة في المبيعات الفصلية، بينما أكدت “تارغت” أنها لن ترفع الأسعار إلا كخيار أخير.

استراتيجيات “وول مارت”

قال ريك غوميز، الرئيس التجاري لـ”وول مارت”، إن الشركة تركز على تقديم علامات خاصة أرخص ثمناً مقارنة بالعلامات الوطنية، لتلبية متطلبات المستهلكين الباحثين عن القيمة. وأكدت الشركة أن 90 في المائة من الأسر الأميركية تعتمد عليها في احتياجاتها المختلفة، وأن أكثر من 150 مليون عميل يتسوقون عبر متاجرها وموقعها الإلكتروني أسبوعياً.

أداء قوي في التجارة الإلكترونية

ارتفعت المبيعات المماثلة في الولايات المتحدة بنسبة 4.6 في المائة، مدفوعة بمبيعات البقالة ومنتجات الصحة والعافية. كما قفزت مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية بنسبة 25 في المائة، متجاوزة نمو الربع الأول.

توقعات مستقبلية

رغم الأداء القوي، تراجع سهم “وول مارت” بأكثر من 2 في المائة، بعد أن جاءت أرباح السهم دون توقعات “وول ستريت”. تتوقع الشركة أرباحاً تتراوح بين 58 و60 سنتاً للسهم للربع الحالي، متجاوزة تقديرات المحللين. كما رفعت توقعاتها السنوية لأرباح السهم وللنمو المتوقع في المبيعات.

تواصل “وول مارت” تحقيق نتائج قوية في ظل التحديات الاقتصادية والجمركية، مسلّطة الضوء على قدرة الشركة على التكيف مع تغيرات السوق واحتياجات المستهلكين.